إن الجهل بالصين الشعبية لجريمة
- by محمد نعيم
ظنى والله اعلم إن اى تأمل ونقد وتشريح للصين لازم يتخلص من نزعات العجرفة الغربية ناحية جمهورية الصين الشعبية اللى بيختلط فيها الدوجمائية بقلة المعرفة بالاستشراق بالعنصرية بالخوف من الشيوعية وأخيرا بالتداعى الحضارى ورفض الواقع .
تامل ” بشاعة ” الصين المعاصرة محتاج عين مختلفة ، لأن العين الحالية عين قديمة ورجعية فى ظنى وتنتمى إلى عالم الحرب الباردة ودعاياته البسيطة والمباشرة والكاذبة فى معظم الأوقات ، لما دينج شياو بينج سنة 1979 عاد لقيادة الحزب الشيوعى الصينى بعد وفاة ماو قاد الحزب من وسط ركام التسريع الحداثى المفزع وغير المسبوق اللى عمله ماو تسى تونج ويسار الحزب واللى كان سبب فى تحقيق طفرة ظنى ان محدش عارف يتخيلها الى الأن ، سواء على مستوى التحديث والتعليم وكان تمنها الانسانى عنيف جدا جدا ، كانت تصورات دينج جايه من نفس المنطقة ” التسارعية ” لكن ال Acceleration فيها كان جى من المنطق النقيض ، فلما قال جملة : ليس المهم ما هو لون القط ولكن المهم أن يصطاد الفأر كان بيقولها وفى ذهنه تصور عن امتطاء التنمية الرأسمالية بنفس منطق إمتطاء التنين ، وأن النزعة الأرادوية المادية ممكن ليها أن تنتصر على النزوع ” الميستيكال – الروحانى ” الموجود فى الرأسمالية الأوروبية التقليدية المؤمنة فى التحليل الأخير باليد الخفية للسوق واللى هى يد الله بالطبع .
الحزب الشيوعى الصينى حط قصاد نفسه تحدى من نوع غريب وهو أنه يمتطى ضهر الرأسمالية بنفسه ويحدد هو أيقاع نموها وبشكل مخطط ، حاطين اهداف للتنمية الراسمالية بيسموها الطريق الصينى نحو الأشتراكية وبيعتبروا نفسهم لسه فى مراحلها الأولى خالص ، يعنى ممكن الناس تتفزع لما تعرف أن الصين مازالت تصنف نفسها كدولة نامية ومتخلفة وبعيدة تماما عن تصورها هى عن ” التحديث ” بمعناه المثالى ، أتذكر وزير التجارة الصينى مرة قال الجملة دى فى مؤتمر اقتصادى فى مصر ومحدش فهمه خالص طبعا وقال اسمعوا نصايحنا باعتبارنا اكبر بلد نامى فى العالم ، ورقميا ده ممكن ميبقاش غلط لأن إلى الان وبالرغم من كل الطفرات الصينية الحالية بتظل الصين أكتر بلد فيها نسبة فلاحين فى العالم من حيث امتهان مهنة الزراعة ومن حيث الحياة فى وحدات جغرافية واجتماعية ” قروية ” وفيه تقديرات بتتكلم عن أن نسبتها تتجاوز ما فوق ال 50 % من السكان .
ويضاف لده كمان فكرة ان الصين وحدة سياسية واحدة بتضم خمس البشرية تقريبا وبالتالى ما يجرى على الوحدة السياسية دى داخليا تأثيراته حتنعكس على العالم كله طالما استيقظت هذه الوحدة السياسية من ركام التخلف ودخلت فى علاقات التبادل السلعى العالمى بكل قوتها ، ومن هنا الواحد فعلا بيحتقر الاستهانة بالصين وبسياستها ، يعنى لولا سياسة الطفل الواحد الصينى كان ممكن يبقى فيه أنسان صينى طالع من جوه لباسك دون أن تدرى ، والصين لو التنمية فيها معدلاتها زادت فده حينعكس مباشرة على تشكيلة السلة الغذائية لسكانها وحيبدأوا ياكلوا بروتين حيوانى بانتظام وبمعدلات أكبر فممكن حضرتك متشوفش اللحمة دى تانى .
أخطر شيء ممكن يحصل دلوقتى هو ان الصين تتشاف بنضارات امريكية ، لان النضارات الأمريكية مشروخة ومتقادمة .
من ناحيتى عشان ميبقاش كلامى نظرى جدا وبينه وبين القاريء غير المطلع على الصين فجوة كبيرة ، فأنا برشح سلسلة أفلام وثائقية عن الصين ، الفيلم ده واحد منهم ورأيي أنه أهمهم و اسمه ” الصين – قرن من الثورة ” وهو فيلم امريكى معمول بقدر نسبى من الانضباط ويظل من افضل الافلام اللى اتعملت عن الصين توثيقا .
الفيلم مكون من ثلاثة أجزاء و متقسمين لثلاثة مراحل تاريخية :
1- مرحلة الثورة الجمهورية وصراع الوطنيين والشيوعيين والحرب الأهلية ما بينهم وصولا الى تأسيس الصين الشعبية سنة 194 ومغطى مرحلة الحرب الاهلية وغزو اليابان للصين ومداه الزمنى بيتحرك ما بين 1911 الى 1949.
2- الجزء التانى بيغطى مرحلة ما بعد تأسيس الصين الشعبية ومراحل حكم ماو تسى تونج وتقلباتها بدءا من مرحلة دع مأئة زهرة تتفتح مرورا بمرحلة القفزة الكبرى إلى الامام وصولا إلى مرحلة الثورة الثقافية وتنتهى بموت ماو نفسه .
3- الجزء التالت و اسمه ” ولدوا تحت العلم الأحمر ” ، وده بيتكلم عن الصين تحت حكم دينج شياو بينج وبداية إتباع السياسات الرأسمالية المفتوحة وصولا الى إنتفاضة العمال والطلبة فى ميدان السلام السماوى سنة 1989 ومكمل لمرحلة نهاية القرن العشرين .
اعتقد انه فيلم ممكن يدى بانوراما مش وحشة للصين لحد معلوماته عنها ضعيفة .. وللأسف الفيلم بالأنجليزى .
https://www.youtube.com/watch?v=I5cl0GjPjy4&t=12s
ظنى والله اعلم إن اى تأمل ونقد وتشريح للصين لازم يتخلص من نزعات العجرفة الغربية ناحية جمهورية الصين الشعبية اللى بيختلط فيها الدوجمائية بقلة المعرفة بالاستشراق بالعنصرية بالخوف من الشيوعية وأخيرا بالتداعى الحضارى ورفض الواقع . تامل ” بشاعة ” الصين المعاصرة محتاج عين مختلفة ، لأن العين الحالية عين قديمة ورجعية فى ظنى وتنتمى…
2 Comments
أترك تعليقCancel reply
For Giulio Regeni نشيد الأممية
الوسوم والمفاتيح
أقباط أممية أنور السادات إسرائيل الأهلى الإخوان المسلمون الإسلاميون الإسماعيلى التطبيع التفويض الثورة الفلسطينية الثورة المصرية الجمهورية الجيش الربيع العربى الزمالك السيسى السينما المصرية الشيوعيون الصحوة الإسلامية الصين الطبقة الوسطى الفاشية الكورة المصرية المراجعة الوطنية المصرية الولايات المتحدة اليسار تاريخ العصامية والجربعة ترامب تيران وصنافير جمال عبد الناصر حرب أكتوبر حريق القاهرة حسنى مبارك دولة يوليو صلاح نصر فلسطين ماسبيرو مرأة مصر نسوية نوستالجيا هزيمة يونيو يناير
قائمة الكتابات بحسب المسائل والهموم
M | T | W | T | F | S | S |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | ||||
4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 |
11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 |
18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 |
25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
تحياتي
عرفت المقالة من حلقة بلال فضل
وشفت بعدها الوثائقي المكون من 3 أجزاء عن الصين وقرن من الثورة
كمان كتاب العصامية والجربعة كانت فاتحة خير بالنسبة لي وساعد على توجيه قراءاتي ومحاولاتي للمعرفة بعدها.
شكرًا جزيلًا
ياريت حضرتك تضيف روابط الوثائقى المترجم ،شكرا على المقاله الرائعه