بشأن تداول تسجيلات جنسية للمخرج خالد يوسف

يمكن الواحد بشكل شخصى يقدر يدعى أنه من أوائل الناس اللى خدوا بالهم وحذروا من تبعات قصة التسريبات الصوتية والمرئية من الأول خالص وكنت شايف مألات مروعة ليها .

والغريب أن أول حد اتعمل معاه الموضوع ده وبإحتفاء كان حسنى مبارك نفسه لما اليوم السابع فضلت تنشر  حلقات لتسجيلات بصوته وقت ما كات فى مستشفى المعادى للقوات المسلحة ، ساعتها كان الكل بيسمع ليها بأهتمام شديد ، وساعتها أنا قلت أن اللى بيحصل ده مصيبة  من العيار الثقيل لأن  اللى أتنشر مش تسجيلات ” مع ” حسنى مبارك فى صورة حوار لا دى تسجيلات ” ل ” حسنى مبارك  اتسربت من ورا ضهره وبدون علمه ، وأن ده حيفتح باب ملوش أخر لو المسألة دى موقفتش وأتوضع لها حد مبكرا .

بعدها انفجرت ماسورة تسريبات الجنرالات وكانت ماسورة عنيفة ، وبرضه أنا اعتبرت دى مصيبة من العيار التقيل ، وقتها الناس كانت بتناقش المحتوى ، وكان اللى فى بالى هو رد الفعل ممكن يبقى عامل ازاى ضد التصعيد الاستثنائى ده ، لأن دى تسريبات لناس فى السلطة مش براها ، والأهم هو سؤال بخصوص مين فايت جوه البلد دى لحد فين ، وأنهى جهات اجنبية معاها أيه على مين لحد فين ما دام الأمور واصله للمستوى ده من الاختراق ، ولو فيه ثأرات داخلية أزاى ممكن توصل للمستوى ده من الرعونة .

فى الوقت ده لو الناس فاكرة واعتقد أن الناس بتتناسى عمدا ، كان السيسى بيعمل لقاء شهرى تلفزيونى منه للكاميرا  مباشرة من غير مذيع اسمه ” مع الرئيس ”  ،  السيسى فى أحد الحلقات وجه كلامه للكاميرا و قال نصا وحرفيا أنا بحكم عملى السابق كمدير للمخابرات الحربية وفى فترة ما بعد ثورة يناير ألتقيت بكل ألوان الطيف السياسى المصرى عشان اناقشه فى أحوال البلد وعندى من هذه اللقاءات الف ساعة تسجيل ثم كرر مرة أخرى كلمة ” ألف ساعة تسجيل ”  ،  بعد التحذير المباشر ده من السيسى التسريبات قلت كتير الفترة اللى بعدها .

فى نفس الفترة كان عبد الرحيم على  بيذيع على الهوا  تسجيلات ضد معارضين من تيار الثورة، طبعا الناس وقتها  كانت مخضوضة جدا من الأداء ده ، بس أنا لاحظت أن التسريبات منضبطة لأن كل محتواها سياسى بالأساس وده معناه ان فيه قرار بتصنيف التسجيلات الشخصية واللى بتمس الحياة الخاصة وعدم عرضها  ، أى أن كان لسه لحد اللحظة دى هناك  رادع إنضباطى ما فى استخدام السلاح ده بالرغم من استخدامه بالفعل .

وفى الفترة دى طلع حبيب العادلى وهو بلبس السجن ألأزرق وقال قصاد المحكمة الأطار العقائدى للعملية ، وهو ان التتبع شغال لأغراض سياسية وامنية ، لكن لو فيه انحراف اخلاقى من وجهة نظرى بيتم التواصل مع المسجل له ويتم ابتزازه أو تجنيده أو تدجينه ، لكن بدون فضيحة علنية لأن كلنا بنطلب من الله الستر .

وفى عالم الستينيات اللى الناس كلها بتحيل اليه وبتتكلم على صلاح نصر باعتباره أصل البشاعة ، مكنتش الأمور كده بالمرة – وصل بيا الزمن ادافع عن صلاح نصر –  لأن الأمور كانت منضبطة جدا عكس ما يشاع وكان التصرفات دى زيها زى التصرفات بتاعة أى اجهزة أمن محترفة فى نفس الزمن  ، وكان فيه درجة عالية جدا من الإنضباط لأن الكل كان بيتسجل ليه لكن مكنش فيه متاجرة  بالتسجيلات دى حتى فى عز صراعات عنيفة بين أجنحة السلطة المختلفة ، وكان الهدف من الموضوع هو إيصال رسالة ان الدولة مسيطرة فالناس تخاف وتطيع ، ودى عملية موجودة فى العالم كله بديمقراطياته وشمولياته ، وحدود الإنحرافات فعلا كانت قليلة ، إنما أن يصل الأمر أن سلاح خطير زى ده يتم الأفراط فى استخدامه ، فده ممكن يؤدى ببساطة الى إنتفاء صفة قوته ، وأنه يتحول مع الوقت الى موضوع للتسلية أكثر منه موضوع للردع ، أو انه يصبح تجارة ، مش على مستوى محلى لا على مستوى دولى .

أنور السادات فى منتصف السبعينيات عمل مشهد سينمائى حرق فيه التسجيلات بنفسه قصاد الكاميرات فى جمع مهيب تحت عنوان أنه بيبدأ عهد جديد بيصون فيه الحريات الشخصية تحت مظلة حماية القانون ، طبعا الكلام ده مكنش حقيقى بالمرة ،  و حدود رسالته الحقيقية هى أن الأمور حتكون فى إطار عقلانى ، وأن قواعد الصراع حتكون أكثر رشادة ، وده كان ماشى مع شعار أن مرحلته هى مرحلة دولة المؤسسات وحكم القانون .

الخلاصة يعنى أن هذا السلوك سلوك مدمر ، حاجة كده عامله زى أن واحد زعلان من جاره فيفجر ماسورة الغاز المركزية بتاعة منطقتهم عشان يشبع رغبته فى الانتقام فكلهم يولعوا .

 

اشترك فى القائمة البريدية

أقرأ سياسة الخصوصية الخاصة بنا لمزيدا من المعلومات

يمكن الواحد بشكل شخصى يقدر يدعى أنه من أوائل الناس اللى خدوا بالهم وحذروا من تبعات قصة التسريبات الصوتية والمرئية من الأول خالص وكنت شايف مألات مروعة ليها . والغريب أن أول حد اتعمل معاه الموضوع ده وبإحتفاء كان حسنى مبارك نفسه لما اليوم السابع فضلت تنشر  حلقات لتسجيلات بصوته وقت ما كات فى مستشفى…

أترك تعليق