التاكسى الابيض الذى سيؤكل بعد ما أكُل التاكسى الأسود

عدد ملاحظات عابرة مطلوب تتقال وإحنا بنناقش الجدل حول أوبروكريم والتاكسى الابيض الذى سيؤكل بعد ما أكُل التاكسى الأسود ، أهمها إن معانا فى البلد حاجات وأشياء كده بيتصادف وجودها اسمها الستات ، الحاجات دى بيتعمل فيها كل حاجة مؤذية فى الدنيا ، يصادف إن شركة أوبر وعبد الكريم دول أقل ايذاءا ليهم من التاكسى الأبيض الذى سيؤكل كما أكل التاكسى الأسود ، والحاجات والأشياء اللى اسمها الستات دول موضوع أوبر وعبد الكريم سهل حركتهم ومواعيد حركتهم وأمانهم النسبى كحاجات وأشياء ، وبهامش سعر أريح كتير من التاكسى الابيض الذى سيؤكل بإذن الله كما أُكل التاكسى الأسود نظرا للعروض اللى بتقدمها الشركات والتخفيضات .

التاكسى الأبيض الذى سيؤكل ان شاء الله كما أكل التاكسى الأسود ميزته النسبية الأساسية أنك المفروض بتلاقيه فى الشارع فتوقفه فتركب ، الكلام ده فى السيما طبعا ، لأنه لو وقف فبيقف ويتفحصك وبعدين يفكر وبعدين يا يكرشك بالذوق يا بسخافة يا بقلة أدب وده بيحصللى بنسبة تفوق ال 50 % فى المرات اللى إحتجت ليهم .

أوبر وكريم مش هجمة استعمارية مباغتة مفاجئة ، ده بقاله كذا سنة والتاكسى الأبيض الذى يجب وأن يؤكل كما أكل التاكسى الأسود لا غير اداؤه ولا سلوكه ولا ابتدع أى شيئ مميز يناور بيه ولسه بيتعامل مع عربيته على إنها ملكية فريدة ثمينة يمن ويتفضل هو بحركتها على ولاد الوسخة اللى حيركبهم ، وده لأنه صاحب مشروع أو وكيل مباشر لصاحب مشروع ، إذن هو سيد ، إذن هو بيه ، إذن هو مطلق الإرادة يعاملك زى ما يحب ، لأنه معاه سلطة رهيبة إستثنائية اسمها ” التاكسى ” ومفيش أى رقيب عليه ولا حد يراجع سلوكه ، إلا دعواتك عليه .

فالفكرة الأساسية مش اوبر او كريم او الشركات اللى حيعملها الجيش أو المخابرات ، الفكرة هوإن التاكسى الأبيض الذى سيؤكل كما أكل التاكسى الأسود شيئ فى سبيله للإندثار ببساطة لأن خدمته زى الزفت ولأنه مش بيوفى متطلب الميزة النسبية بتاعته وهو خدمة التوصيل فى التو ولأنه مش عايز يحسن خدمته ولأنه مش عارف أو مش عايز يعمل نقابة تناقش وتحدد حقوقه وواجباته ، ولأن مفيش كود بيحكم سلوكه ولا إدارة ترجع ليها تشتكى ، مما يترتب عليه أن يجرى عليه ما جرى على كل ديناصورات التاريخ اللى رافضين اى تطور وبيدبدبوا فى الأرض كمان ، هارد لاك ، مش عارف أعمل لدين أبوكم أيه يعنى وانا اللى يسارى وبحب الشغيلة فشخ وعاشق تراب عرق الغلابة من الضحى للعشا .

وبالمناسبة حكون شاكر جدا وممتن لو الجيش او المخابرات او الرقابة الإدارية او الصاعقة او الأمن القومى او هيئة تنمية الثروة السمكية أو إدارة الحركة بهيئة تقدير المعلومات او الاستعمار البريطانى او تركى ال الشيخ او الحرس الثورى الأيرانى او الجيش الأحمر اليابانى او الماسونية العالمية أو كتائب عز الدين القسام او حزب العمال الكردستانى راحوا نظموا سواقين الميكروباص وعملولهم شركة وأمنوا عليهم صحيا وحياتيا وجددوا ليهم اسطول المجنزرات اللى بيتحركوا بيها وأشرفوا على حصص البرشام اللى بيتم صرفها لكل سواق ووفروا ليهم شيوخ او قساوسة او كهنة بوذيين وهندوس يشرحوا ليهم قيمة النفس البشرية وحرمانية الإنتحار وخطورة القفز من المقطم وفى عالم افضل وفروا ليهم الحلاوة بالقشطة والكلة ومنعوا عنهم الكارتة والداخلية وأوقفوا نمط صيرورة وجودهم ككائنات هاربة من شيء ما بالرغم من انهم عصب النقل والمواصلات الذى لايمكن الاستغناء عنه فى هذا البلد الشرير ابن الوسخة .

وعشان نضع النقاش فى إطار أكثر وضوحا ، فأعتقد أنه لم يوجد أحد فى غلب الفلاحين أو فى بؤس الفلاحين أو تعاسة الفلاحين ومعاناتهم عبر التاريخ ، مفيش طبعا ، بس ده ممنعش الخواجة المرحوم كارل ماركس أنه يوصفهم بأجولة البطاطس المتراكمة ومستودع البلاهة الريفية ، وال‘نحياز للطبقة العاملة مكنش لأنها فقيرة ومحتاجة والأكثرمعاناة ، الطبقة العاملة نظر اليها فى القرن ال 19 كقاطرة ممكنة لتقدم البشرية لأن اتشاف فيها الطبقة الأكثر تطورا فى ذاتها ولذاتها مش لأنها الأكثر مأساوية، اه ممكن فى الدعاية والتعبئة يتقال إكسروا أغلالكم التى ليس لديكم ما تخسروه سواها ، بس ده لأنهم فى موقع من التاريخ يسمحلهم بتقدم الأنسانية بشكل جماعى وحاسم من موقعهم فى عملية الإنتاج .

فيه فيلم ألمانى مدرسى تافه أتعمل عن حياة كارل ماركس الشاب وكنت بشوفه فى سينما زاوية مع بعض من اصدقائى ، كان فيه مشهد دال جدا ، ماركس كان فى إجتماع مع العصب العمالية الراديكالية فواحد فيهم طلع على المنصة وقال : كنا دوما وسنظل أبدا ……… فهو قاطعه وقاله مبدئيا الكلام ده غلط ، مفيش حاجة اسمها كنا دوما ومفيش حاجة اسمها سنظل ابدا لأن ده كلام رجعى وضد التقدم من حيث المبدأ المنطقى ، وقتها كان قاعد جنبى فى السيما صديق مفقوع جدا من الفيلم الرزل المدرسى ده بس لما شاف المشهد ده بص وقالى : هو ده .. هو ده الأساس .

…………………………

** كتبت هذه البوستات فى سياق تطوع فيه عدد من الشعبويين المنتسبين إلى اليسار بالتضامن مع سائقى التاكسى الأبيض وتوارد وقتها كلام عن رفع قضية تطمح لسحب ترخيص شركة أوبر ، وذلك قبل أن تنحط لاحقا خدمة أوبر وتقترب فى مستواها من التاكسى الأبيض الذى أنحطت خدمته هو الأخر وهكذا …

 

اشترك فى القائمة البريدية

أقرأ سياسة الخصوصية الخاصة بنا لمزيدا من المعلومات

عدد ملاحظات عابرة مطلوب تتقال وإحنا بنناقش الجدل حول أوبروكريم والتاكسى الابيض الذى سيؤكل بعد ما أكُل التاكسى الأسود ، أهمها إن معانا فى البلد حاجات وأشياء كده بيتصادف وجودها اسمها الستات ، الحاجات دى بيتعمل فيها كل حاجة مؤذية فى الدنيا ، يصادف إن شركة أوبر وعبد الكريم دول أقل ايذاءا ليهم من التاكسى…

أترك تعليق