ماذا صنعت نوال السعداوى لمحمد نعيم

ما بعد التريند و ماذا صنعت نوال السعداوى لمحمد نعيم .

وأنا مراهق عندى 13 سنة وداخل فى ال 14 ، أيدى عبثت فى مكتبة بيتنا وطلعت بكتاب أسمه ” الرجل والجنس ” .. الغلاف بتاعه كان مبتذل جدا وعليه تفاحة ، الكتاب كان من تأليف واحده أسمها نوال السعداوى ، معلوماتى عنها كانت سمع طشاش عن إنها طبيبة نفسية ناجحة وانها كانت بتساعد ضحايا التعذيب فى السجون على التعافى النفسى .وده كان مصدره  جدى سعد زهران اللى كان صديق شخصى ليها وفى نفس الوقت معتقل سابق وضحية تعذيب متمرس .

طبعا عنوان الكتاب إلى جانب مراهقتى هم اللى جذبونى أنى أمد أيدى وأخده أقراه ، بس انا برضه كنت دودة قراية عموما من سن 10 سنين لسن 30 ،  لكن عايز أضيف كمان أن اللى زاد من رغبتى فى قراية الكتاب هو أن أمى لما لقيتنا ماسكه أتخضت و قالتلى أيه الكتاب اللى معاك ده ، فقولتلها ده من المكتبة بتاعة البيت عادى ووجهتلها نظرة كلها تحدى .

مش قادر أقول فضل الكتاب عليا ده كان كبير قد أيه ، ومعاه كتاب المرأة والجنس اللى قريته برضه بعدها ، فعلا الواحد كان محظوظ بوجود المكتبة وبوجود الكتاب وبأن أيدى تسللت ليه ، فضل الكتاب ده على حياتى الشخصية كان كبير جدا جدا وعلى علاقتى بأمور كتير و كلها حياتية ومباشرة وفرقت و بتفرق مع الواحد .

قد أيه الواحد كان محظوظ فى مراهقته وهو بيعرف أن طول وحجم العضو الذكري المنتصب مش مفتاح سر التاريخ ، أو أن الستات عندهم أورجازم زى الرجالة ، أو أن فيه ستات أصلا وانهم مش مراتب – لفظ مرتبة لفظ مستخدم بالمناسبة – فضلا عن أن العادة السرية مش بتصيب الأنسان بالعمى أو الشلل أو السعال الديكى ، أن مش لازم يبقى فيه ربط بين الجنس والنجاسة ، تفكيك موضوع النجاسة ده أصلا كمدخل لأن ألواحد يبقى علاقته بجسمه أحسن ، وأن الشعور بالذنب شيئ مؤذى فى الأول والأخير و مهواش احساس طبيعى وأنه مجرد عبء مجانى على عقل ووجدان وجسم الأنسان .

قد أيه ده كان مفيد ليا ولحياتى بعد كده ، طبعا أحنا لو قلنا للأسر المصرية يبقى فيه تربية جنسية فى المدارس حيرفعوا علينا السيوف والرماح ، وده بينما هم وعيالهم فى الأغلب بيتفرجوا على بورن فى الأنترنت ومش بيتعرفوا على الجنس إلا من خلال المواد المقدمة فى البورن و الممارسات المبالغ فيها واللى العنف الجسدى والرمزى جزء اساسى فيها ، ونعم التربية طبعا .

المهم يعنى دى كانت معرفتى بنوال السعداوى ، مكنتش أعرف حكاية انها يسارية أو نسوية أو اى شيئ أخر الا بعدين ، ولما اتعرفت على حضورها أكثر كان كل الحضور ده تالى على الأضافة اللى هى حققتهالى ك Sexologist .. لما كبرت أكتر وبقيت مشتغل بالمجال العام فهمت مواقعها أكتر وفهمت كمان أنها مع الوقت بقت outdated وانها بتنتمى لجيل الحركة الشيوعية التانية وانها بنت عالم تقريبا أنتهى مع اعتقالات سبتمبر 1981 اللى هى كانت محبوسة فيها .

أدركت أنه بيتم استخدامها من كل الأطراف كأيقونة الغرض من إبرازها إما التبشير بأفكارها ونزعاتها او التشهير بيها والتحذير منها ، صورة المرأة الشعثاء الشايبة اللى بتاخد صور فوتوغرافية وهى واخده زوايا استفزازية وملامح درامية فجة ، الحقيقة مع الوقت مبقتش مهتم هى بتقول أيه ، بالنسبة لى رحلتها كانت إنتهت بالفعل بالفايدة العظيمة الرائدة اللى قدمتها من خلال اسهاماتها فى المسألة الجنسية العربية وفى قضية الختان طبعا ، و لأن كمان الخبرة السياسية علمتنى أن فيه ناس لما بتفتقد فضيلة الإنسحاب والتقاعد بتفقد هيبتها وبتلطخ مسيرتها عشان وهم الخلود والأبدية اللى عندهم مع ان الشيخوخة بتتطلب الحكمة اكتر من اى شيء تانى ، والغرور بينسى الناس أن الإعلام شرير بطبعه ومهما الناس حاولت تستخدمه ففى النهاية هو اللى بيستخدمها .

كتير من يعرفوها بشكل شخصى خاصة بعد أن تحولت إلى أيقونة نسوية بيقولوا أنها كانت شخص لا يحتمل فى بشاعته على المستوى الأنسانى وعلى كافة الأصعدة والشهادات دى كانت جايه من ناس أنا بثق فيهم بشدة ، لكن بما أنى من مدرسة فصل العام عن الخاص عن الشخصى وبشدة فانا قادر أتفهم المسافة الهائلة اللى ممكن تبقى موجودة بين أهمية حضور الشخص على المستوى العام وطبيعة حضوره على المستوى الخاص للناس اللى بتحتك بيه بشكل مستمر .

عموما هى كانت مؤرقة للمجتمع بقدر ما كانت رائدة مهمة فى تغييره ، ولأنها رائدة مهمة فسقطاتها كانت مؤلمة ، سنة الحياة بقى حنعمل ايه ، وفى كل الأحوال نحن شعب موغل فى الدرامية .

اشترك فى القائمة البريدية

أقرأ سياسة الخصوصية الخاصة بنا لمزيدا من المعلومات

ما بعد التريند و ماذا صنعت نوال السعداوى لمحمد نعيم . وأنا مراهق عندى 13 سنة وداخل فى ال 14 ، أيدى عبثت فى مكتبة بيتنا وطلعت بكتاب أسمه ” الرجل والجنس ” .. الغلاف بتاعه كان مبتذل جدا وعليه تفاحة ، الكتاب كان من تأليف واحده أسمها نوال السعداوى ، معلوماتى عنها كانت سمع…

أترك تعليق