مذبحة بورسعيد مازالت أسبابها مستمرة

لما يمر تسع سنين على المصيبة اللى حصلت فى بورسعيد ، وتسع سنين كتير جدا ، الواحد بيلاقى نفسه مش قادريفكر فى الموضوع بنفس الطريقة العاطفية ، خصوصا وأن أثر الحدث لسه مكمل معانا إلى الان وهو أن الكورة بقت من غير جمهور .

مبدئيا محدش يقولى أن المشكلة مشكلة حكم عسكرى وداخلية واستبداد والكلام ده ، لان الكورة فضلت بجمهور وبألتراس تحت اعتى انظمة الحكم الأستبدادى والعسكرى عبر التاريخ ، اسبانيا فرانكو وفافيلا الأرجنتين ، وبشار الأسد فى سوريا بالمناسبة حالا والان الكورة فيها بجمهور ، وبتبقى بجمهور وسط الدول اللى فيها حروب أهلية عادى زى ساحل العاج وسيراليون فى أوقات معينة ، وكانت بجمهور وقت العشرية السودة فى الجزاير ، والله على الدزاير وجمهور الدزاير ، فالحجة دى ضعيفة الصراحة .

مرة اخرى عشر سنين كتير جدا جدا ، وانك تفضل فى المربع نمرة واحد مش بتتعتع منه ذهنيا أو حركيا فده محتاج تأمل هو كمان أكتر من التأمل فى القصة الأصلية نفسها .

اللى حصل فى بورسعيد  فى أساسه أن فيه جمهور قتل جمهور ، عن نية وقصد وإرادة ، ومكنش مدفوع بمجرد عداء كروى ، لأن العداء الكروى مبيجبش قتل بالمستوى ده ، الموضوع معدى الكورة ، لأن قطاعات من بورسعيد كانت معباة أصلا ومدخله الكورة فى الشرف فى المرجلة فى كراهية المركز القاهرى وتعاليه فى السبرتو فى كل حاجة .

ان الامن يركب الموجة أو رجال اعمال او رجال خرة لأغراض محلية فده على هامش الزيطة الأصلية والشغف الأنتقامى الأصيل الأساسى ، يعنى مهماش هم اللى اخترعوه من البداية  ، وبالتالى ممكن – من غير قدرة على إثبات ده – أن يكون أطراف اصطادت فى المياة العكرة ودبرت تدخل فى الحدث ، لكن ده مكنش ممكن يحصل – لو حصل – إلا بوجود إستعداد شعبى وجماهيرى لحدوث ده .

الثورة فى مصر ، أو اى تغيير سريع فى وجدان الناس ووعيها بوجودهم و بعالمها ، مش شرط يخلق الوعى اللى بال ومزاج المثقفين الطليعيين ، لا ده ممكن يخلق أمزجة وخطابات مش على بال حد ولا فى حساباته ، خطابات جاية من قعر حلة الواقع ، والحقيقة أن المظالم الأقليمية فى مصر عمرها ما عرفت تعبر عن نفسها بشكل سياسى جاد عشان خطاب الوطنية المصرية على طول بيطلع بالكارت الأحمر بتاع ابدا لن تسقط مصر ومينا موحد القطرين وانهم يريديون اقامة دولة قبطية فى سمنود والحاجات دى ، فالمظالم دى ممكن تتطلع من خلال جمهور الكورة بأشد الأشكال عنف ووحشية .

فأه هى صدمة طبعا ، بس بالنسبة لناس بورسعيدية ومن المناطق الريفية اللى حواليها فيه عيال فافى جايالها من البندر بتقولهم حنضربكم فى بلدكم ، بلد البالة اللى مفيهاش رجالة ،  فيبقى الرد هو طب حنقتلكم !!  ، للأسف اه هى رسيت على كده ، ومعلش يعنى جمهور اسكندرية لما بيهتف خوفو خفرع منقرع يا ولاد الوسخة ، هم مش بيشتموا الأسرة الرابعة ، هم بيشتموا القاهرة ، و بينما احنا بنهزر ونسف ونعمل نعمر على عادل شكل والزعامة وكده  ، ممكن كل الهبل ده يلضم مع نزعة جهوية ومظالم هى موجودة فعلا بل وبعض الأفندية بيروجوا ليها  لحد ما ييجى ماتش كورة  معين السبرتو  فيه يمسك فى الولعة تقلب مذبحة ، عادى ووارد وممكن جدا !!

ثم أن ما المحلة كان حيحصل فيها كده  قبل بورسعيد مباشرة ، واسماعلية ممكن يحصل فيها كده طول الوقت ، وحتت كتير غير متوقعة ممكن يحصل فيها كده ، ومش حيبقى الحل أن الناس تقول اصل المجلس العسكرى والماسونية هم اللى دبروها ولا أن الناس تطلع بورسعيد من الأمة المصرية و تقول عليهم بوريهود ، لأن مينفعش يتقال بوريهود ، دى سكة مش بتودى فى حته ، او بمعنى أصح بتودى فى الحتة اللى احنا فيها دى وهى اننا بقالنا 10 سنين مفيش كورة بجمهور وده محصلش فى حته فى الدنيا .

الدولة طبعا ، لأنها أغبى من أغبى دابه تدب على الأرض فهى فاهمه كلامى ده بس فى نفس الوقت أعجز من انها تعمل اى تصرف غير انها تتخيل انها حتعمل جمهور ملاكى وزارة الداخلية معروف بالاسم وبرقم البطاقة وملتزم بهتافات معينة بأيقاع معين ، وطبعا الكلام ده فى سيما سهير فى العباسية او سيما الثقافة برأس البر ، فحلم الهيمنة الفاشل ده أفضى إلى إن القرار الفعلى يبقى الغاء الكورة كما نعرفها لحين أشعار أخر أو ان الجماهير تتعود أنها تبقى مش موجوده فى المدرجات وتشجع من خلال جبلاية السوشيال ميديا زى ماهو حاصل دلوقتى .

مصيبة بورسعيد فى رأيي مصيبة كبيرة لأنها مصيبة قادمة  من المستقبل مش من الماضى ، من وضع البلد فيه متفككه جهويا ودى حاجة احنا منعرفهاش ومنعرفش نتخيلها فمخوفانا جدا جدا جدا ، بس هى فعلا كارثة جاية من المستقبل ، من البلد لما تفك ومتعرفش تتعامل مع بعض والعداء بين مناطقها ياخد اشكال مخيفة من العنف يطلع فى مساحات زى كرة القدم والرياضة عموما

اشترك فى القائمة البريدية

أقرأ سياسة الخصوصية الخاصة بنا لمزيدا من المعلومات

لما يمر تسع سنين على المصيبة اللى حصلت فى بورسعيد ، وتسع سنين كتير جدا ، الواحد بيلاقى نفسه مش قادريفكر فى الموضوع بنفس الطريقة العاطفية ، خصوصا وأن أثر الحدث لسه مكمل معانا إلى الان وهو أن الكورة بقت من غير جمهور . مبدئيا محدش يقولى أن المشكلة مشكلة حكم عسكرى وداخلية واستبداد والكلام…

أترك تعليق