السيسى إماما مربكا للإسلاميين والعلمانيين على السواء

انا عارف أن قطاعات واسعة جدا من اللى بيسموا نفسهم علمانيين وإسلاميين مش قادرين يتعاملوا مع أن الدولة بتعتبر نفسها هى والدين والأخلاق والنظام العام والقانون حاجة واحدة ، وأنها بتعتبر أن الأسلام دين ودولة ، وأن هى دى دولة الأسلام المعاصرة والعصرية ، وأن مشكلتها الأساسية مع اللى بيسموا نفسهم اسلاميين هى عدم قدرتهم على التعامل مع الواقع وتوازناته وبالتالى هم بيشكلوا خطر على ” الدولة = الدين ” وده اللى السيسى قاله للأخوان ما قبل 30 يونيو، والخطر التانى اللى ” الدولة = الدين ” شايفه نفسها بتتعامل معاه هو خطر الخروج عليها من مواقع ” علمانية ”  وده لأن المستجد الرئيسى أخر عشر سنين مش أن ” الغلو الدينى ” زاد ، الخطر من وجهة نظرها أن الخروج على الدين زاد وظهور تيارات وافراد اكتر بيعبروا عن انحيازات ضد الدين والدولة ، وبسبب دول تحديدا الدولة قافله كل حاجه ولايصه وحاسه بالخطر ومش عارفه تعمل ايه وده لأنها عندها تلت معارك .

الأولى ..  والأهم مع من تعتبرهم مارقين على القيم والاخلاق والدين والدولة وهنا هى بتعمل ممارسات قمعية شديدة جدا ضدهم وفى نفس الوقت بتحاول تعمل خطاب اخلاقوى يمزج الدين بالوطنية بالأخلاق بالطاعة بتقديس الأسرة وقيمها .

الثانية .. مع ما تعتبره غلو وشطط دينى خالق مشاكل مع الخارج القوى المسيطر من بره ديار الاسلام مما يهدد ” الدولة = الدين ” بتكالب قوى خارجية عليها وده خالق ضغوط شديدة عليها لان الدولة شايفه ان الحفاظ على نفسها وتماسكها ووجودها هو الحفاظ على الدين وشوكته ، وده نظريا صح بالمناسبة .

التالته .. مشكلة مع نفسها لأنها مش عارفه حل المشكلة دى أيه .. لأن الدولة صاحبة الدين مش عارفه تدرك أن الزمن اتغير وانها متقدرش بالعنف والقسر وحده تفرض ” دينها ” و ” مفرداته ” وبالتالى هى محتاجة ألسن واقلام تتناقش وتتفاعل وتصيغ وده أمر بيعيد الأمر للمربع الأول بتاع بزوغ قوى من شأنها إنها تهدد ” الدولة = الدين ” من مواقع مختلفة .

وعشان كده حنفضل ماشيين فى نفس الدايرة  حيث الأمام السيسى يطلع كل كام يوم على التليفون أو فى مؤتمر يقول لازم نعمل اصلاح دينى و لازم تفتكروا ان الدين هو الدولة و ان  ربنا هو اللى أتانى الملك وهو اللى حياخده منى و ياريت تعملوا رسائل اعلامية اخلاقية سامية بتقول كذا وكذا  فينتهى الأمر أنه بيستعرض أزمته وأزمة ” الدولة = الدين ” الحالية وفقط .

والحقيقة أن حوار الإسلامية والعلمانية فى مصر بيتمحور حوالين المشاهد والمشهديات بالأساس وده لأن العقل بعافية ، فالجدل يتفتح من العين مش من الذهن ، فيبقي البيكيني – الرجم – قطع الأيد – حاجات سنيمائية ودرامية فى أغلبها .

فحتى على المستوى ده فالحكم الحالى عبر فى اكتر من مشهد ومقولة طبيعته الأمامية والسلطانية :

١- ربنا هو اللى اتانى الملك وهو اللى قادر وحده ياخده منى .

٢- مفيش انتخابات ولا حتى استفتاء ، دى بيعة ، وبالعافية كمان وكان الناس بتتجاب تبايع فى الميكروباصات بالقسر وده منطق البيعة لأن اللى مش بيبايع هو بالتعريف خطر محتمل فأحسن العامة يبايعوا ، فلمصلحتهم يعنى .

٣- أن الأمام قال اكتر من مره وعلى مدى كذا سنة أنه حيتحاسب هو شخصيا أمام ربنا على سلوكنا احنا كلنا ، باعتباره مسؤول عننا كلنا قصاد ربنا .

٤ – بادرات التسامح مع المسيحيين بتهنئتهم بعيدهم تتقرى فى ضوء عدل وتسامح الامام مع من هم فى ذمته طالما التزموا السمع والطاعة والوداعة وده حاصل .

٥ – مصر بذات نفسها تجسدت فى صورة واحدة ست .. مصر أمنا كلنا .. وبلغته بشكل شخصى ضرورة أننا نحافظ على بلدنا .. اى أن الرابطة مع ماهو مقدس زاد إلى درجة التجسيم والتجسيد و الوحى .

٦ – مساحة المقدسات المجردة والمعينة وعقاب من يتعدى عليها زاد جدا وبقي امر عادى فبقي فيه شيء مجرد اسمه قيم الأسرة المصرية فيه ناس بتتسجن بتهمة الاعتداء عليها  بل أن فيه مغنية اسمها شيرين اتعاقبت فترة بتهمة الإساءة إلى نهر النيل .

٧ – مزيدا من التجسيد ظهر بظهور مصطلح الحدود الرابعة اللى طلع من النيابة العامة المصرية والحدود الرابعة هى الحدود السيبرانية وتضاف إلى الحدود البرية والبحرية والجوية ، والحد السيبرانى الرابع والاعتداء عليه معين بالتعدى الالكترونى بالقول والراي والكتابة عن ما يعتبر معانى تضمن الأمن والسلامة العامة .

٨ – قطعة كريز مشهدية أخيرة وهى أن صوت الامام بييجي مباشرة بعد صوت الاذان كل يوم خمس مرات على وسائل الإعلام ، وذلك دعوة وابتهالا.

اخيرا فيه صديق عزيز قال لى احنا لو كملنا كده حنوصل لمرحلة الحاكم بأمر الله .. فأنا قولتله احنا هناك بالفعل لأن الحاكم بأمر الله نفسه بيتمنى الناس تشتغل من خمسة صباحا الى اتناشر ضهرا وبالتالى مش فاضل غير تحريم الملوخية .

طب ما حييجى حد يقول طب والتيارات الإسلامية .. حقولهم عادى .. تاريخ الاسلام كله فرق وطرق ودعوات .. وعادى ما فيه ناس خرجت على عثمان وعلى مش حيخرجوا يعنى على عبد الفتاح وعبد العليم .

اشترك فى القائمة البريدية

أقرأ سياسة الخصوصية الخاصة بنا لمزيدا من المعلومات

انا عارف أن قطاعات واسعة جدا من اللى بيسموا نفسهم علمانيين وإسلاميين مش قادرين يتعاملوا مع أن الدولة بتعتبر نفسها هى والدين والأخلاق والنظام العام والقانون حاجة واحدة ، وأنها بتعتبر أن الأسلام دين ودولة ، وأن هى دى دولة الأسلام المعاصرة والعصرية ، وأن مشكلتها الأساسية مع اللى بيسموا نفسهم اسلاميين هى عدم قدرتهم…

أترك تعليق