ليا مزاج أكتب عن بركات

لكذا سبب .. مش عشان هو من دورى وزميلى فى المدرسة وصاحب صحابى ومن منطقتنا ، ومش عشان هو انسان مسخرة وانا بحب الناس المساخر ، لكن عشان رأيي ان بالرغم من المكانة اللى خدها لسه رأيي ان حظه كان اقل من اللى يستاهله كموهبة وان الدنيا عاكست معاه وهو كزئبقى فلت من عكوساتها بمنتهى المرجلة والعقل .

بركات كان بيلعب فى السكة الحديد وصيته سابقه من وهو 14 سنة ، من وهو 14 سنة كان معروف وسط كل بتوع الكورة ان فيه حاجه جايه اسمها محمد بركات ، الكلام كان على سرعة مخيفة ومهارة غير معتادة وستايل غير معتاد ، كان بيكسب الاهلى فى التتش ناشئين ودى حاجه الفاهمين عارفين انها وقتها كانت حاجه مستحيلة او تقريبا حرام شرعا ، بركات لعب فريق اول للسكة سنة 1994 كان لسه مكمل 16 سنة ، كان السكة بيلاعب الزمالك ومغلوب 3 صفر وبركات نزل خد الكورة ومن بره ال 18 رقص اسماعيل يوسف وهشام يكن واشرف قاسم ونادر السيد وخد ضربة جزاء ، يومها اسماعيل يوسف كله بالقلم على وشه وقاله متعملش كده تانى معايا ياله يا وسخ ، بركات على حد علمى كان بيحب اسماعيل يوسف جدا وكان بيلبس 12 عشان دى فانلته و طبعا لانه زملكاوى .

نزل بركات مع السكة درجة تانية وكمل معاهم وفيا وفيا ، وفى يوم وفى متش ملوهش لازمة مع فرقة ملهاش لازمة ، واحد دخل فى رجله وخرجه فى عربية اسعاف على المركز الطبى بتاع المقاولين العرب ، قعد شهور وبعدها فضل فترة بعكاكيز ، تقريبا اتركبت فى رجله حاجات بقت تخليه يزمز وهو داخل على اى جهاز ، حزننا على الموضوع ده كان كبير جدا ، قابلته فى الكلية واحنا رايحين نشوف النتيجة فى يوم من ايام الحشر بتاعة كلية تجارة وكان واقف بعكازه وبيدخن مارلوبورو احمر وبيهجص ويتمسخر كعادته ، العيال قالتلى بعد كده انه سقط وكان متضايق وبيقول يعنى خسرت دراستى وخسرت صحتى ، شعار المرحلة وقتها مع الحر والتراب والإحباط والصعبانيات كان اسمه يا خساره يا بركات .

لماذا احب الإسماعيلى فعلا وبشروط بسيطه ، لانى بعدها بسنة وشوية قاعد على القهوة لقيت متش محلى كتيان وبركات بيعلب مع الاسماعيلى طرف يمين فى 5/3/2 ، ساعتها قلت لمحمد فتحى والله فيه الخير الاسماعيلى ، اهو الواد اهوه على الأقل عرف يرجع يلعب دورى ممتاز تانى واهو يتدارى فى اى فرقة ، بركات قعد مع الاسماعيلى فوق السنتين مستواه عادى جدا واقل من العادى ومتحسش بيه ، وكان لعيبة زى شريف كرواية تبان اعلى منه ، لكن الزئبقى رجع ، ورجع من البوابة المحببة لقلبى ، ابن مدرستى ومنطقتى عمل بالظبط اللى انا نفسى فيه ، لعب للنادى الحزين بتاعى وبقى بيدى الحضرى على وشه ، كل انواع الإقلام ، يسندهاله فى ال 6 يارده ويعلقهاله من بره ال 18 او يرزعهاله اخر المتش ، لقطات جميلة لبركات وهو بيجرى دفاع الزمالك وراه من نص الملعب وهو حاضن الكورة وهم حارسينه لحد ما يحطها فى عبد الواحد ، بس كان فيه لقطه لبركات انا مش حنساها ، كان متش مصر والجزاير فى تصفيات كاس العالم 2002 بتاعى 5/2 بركات ساعتها جاب جون فى اول دقيقتين .. ساعتها كنت انا وصحابى فى الإستاد جنب راية الكورنر كان جنبى صديقى العزيز محمد فتحى صاحب بركات وزميله فى السكة ناشئين كانوا بيبدلوا سوا هاف يمين وهاف ديفندر ، الفكرة انى لقيت فتحى كأنه بيوشوش بركات وبيقوله .. ايوه بقى استملها من جنب الراية … خش بيها بالراحة .. اقطم بقى لجوه .. يالا بقى فى الضيقة .. كان بيقوله كده والتانى بينفذ بالحرف .. ساعتها مكنش سهل انك تجيب جون فى الجزاير بالسهولة دى بدرى كده ، كفيت ووفيت و كيفتنى يا كوتا والله ، وبعد كده بركات راح قطر فالواحد قال الواد شكله عايز يببطل بدرى بدرى وبيعمل فلوس وخلاص ، وفعلا راح هناك لعب بأقل مجهود ، بعد كده بركات رجع على الأهلى مكنتش متخيل انه حيقعد يدى كل السنين دى بالمستوى ده ، يا ابليس يابن الأبالسة ، الأهلاوية هم بقى يحكوا عن المرحلة دى ، بإعتبارها تبعهم .

كل المشاهد الفشيخة اللى عملها بركات فى ملاعب الكورة واستادتها متساويش عندى مشهد واحد حصل فى حوش مدرستنا اللى كان مايل بغباوة لدرجة اننا ممكن نتزحلق واحنا ماشيين نقع على زلط وطوب جيرى صغير مؤذى .. مشهد فيه محمد بركات وهانى محسن ومحمد فتحى بيرقصوا مدرسة امير الشعراء الثانوية بنين كلها ، لقطة فيهم كانت عامله زى افلام المحاربين ألأسطورية التافهة بتاعة هوليوود اللى البطل فيها بيقتل عشرات ويكرهم بسيفه ، محمد بركات بجسمه القليل واخد الكورة وبيخترق حوالى حاجه وعشرين عيل يمين وشمال ويقلب فيهم ويكمل جرى بالكورة ووراه فصل بحاله بيجرى وراه تقريبا ، وبالمناسبة بركات فيه حاجه غريبة جدا لان هو عنده مهارات مبيطلعهاش الا نادر ، بركات يقدر يقضيها كعوب وكبارى ووساخة وقذارة للصبح ، بس هو تربية نوادى ومؤمن بالإنجاز والتخليص والفاعلية ، احنا مرة كنا بنلعب ورميتله كوره ايد ورجل كان بيستلمها وضهره للجون ، فإذا به بيمتصها على بطن رجله ويشيلها بنفس بطن الرجل ويلف يحطها كوبرى فى الجون فى كسر ثانية وهو بيضحك ضحكة نسوانى رقيعة بترج المكان ، بركات كان اسطورتنا وهو وسطينا ومكنش فيه ناحيته الا مشاعر الحب والتقدير والفخر بيه بدون اى احساس بالغيرة والكيد رغما اننا كنا مراهقين ، ده حتى مره واحد صاحبنا شرير اقنع زميل لينا طيب وغلبان اسمه صلاح عبد الجواد ان بركات بيرفع الكورنر ويجرى يلحقه بدماغه .. الله يرحمك يا صلاح كنت بنى ادم طيب .

** نشر هذا المقال بموقع تلفزيون العربى فى نوفمبر 2015

اشترك فى القائمة البريدية

أقرأ سياسة الخصوصية الخاصة بنا لمزيدا من المعلومات

لكذا سبب .. مش عشان هو من دورى وزميلى فى المدرسة وصاحب صحابى ومن منطقتنا ، ومش عشان هو انسان مسخرة وانا بحب الناس المساخر ، لكن عشان رأيي ان بالرغم من المكانة اللى خدها لسه رأيي ان حظه كان اقل من اللى يستاهله كموهبة وان الدنيا عاكست معاه وهو كزئبقى فلت من عكوساتها بمنتهى…

أترك تعليق