الأساطير المنصورة والمخذولة في كؤوس عالمى العشر

كرة القدم ملحمة ممتدة ، مسرح روماني معاصر كؤوس العالم فيه هي تاج الملاحم التي تتجسد فيها تصاعد ذرواتها الدرامية ، صراع المتعة والفخر بالأمم في محفل جامع معناه أكبر من جمع المال وجنيه ، استثناء بديع لرتابة  كروية دورية تظل رتيبة مهما ارتفع أدرينالين ايقاعها الأسبوعي والسنوي ، كأس العالم ببساطة حدث لا مثيل له وكلنا نعلم ذلك .

لكن مونديال قطر 2022 كان تجسيدا استثنائيا للاستثناء نفسه ، كأس عالم خريفي في منتصف الموسم عوضا عن كؤوس عالم اعتادت أن تكون صيفية بعد مواسم طويلة منهكة للاعبين والجمهور على حد سواء ، و إيقاع مختلف للعب ومشاهدة ، إنفاق باذخ لحدود الاستفزاز والعبث ، ومتعة بصرية غير معتادة استطاعت بخفة و دهاء تحويل مباريات كرة القدم إلى شريط سينمائي حي  مباشر يشترك فيه اللاعبين والجماهير والمدربين والحكام وملامح الكل والتكنولوجيا نفسها ، والأهم أن مونديال قطر ذو الاستثناء على مستوى الموعد والإخراج ربما يكون أخر كؤوس العالم التي نعرفها في ضوء قرار الفيفا بزيادة أعداد الفرق المشاركة بدءا من البطولة القادمة إلى 48 فريق والذى قد يتحول معه المونديال إلى دوري عالمي أكثر منه كأسا للعالم .

ربما يكون كأس العالم القطري في 2022 هو ألطف ختام لكؤوس العالم العشرة التي شاهدتها واعيا ومنحازا وشغوفا ، جاور فيها مشاعر شخصية شديدة الصعوبة ، تلاحق بعضها البعض ، أحزان شخصية مريرة لرحيل صديق قريب ، عزلة شتوية في صقيع الغربة ، عطلة ذهنية اختيارية من التفكير في أمور وطنية أغلبها مؤلم  ،  فجاءت هذه الإجازة الكروية ومعها حماس عروبي لمفاجأة المنتخب المغربي السعيدة بالصعود للمربع الذهبي ،  ومعه شهادة تتويج الأساطير المتوجة وخذلان الأساطير الصاعدة و انكسار أساطير في سباق أبدى ، رأيت الكأس في أحضان ميسي والمستقبل في حجر إمبابيه  ، و بينما كان كريستيانو رونالدو يبكى في الممر فاقدا للسيطرة يثبت لوكا مودريتش  نفسه في المعارك قدر استطاعته لكى لا ننسى أسطورته هو الأخر .

أحب الأساطير ولا أؤمن بها ، وأضجر كثيرا من كرة القدم الحالية التي تبحث عن ” تقفيل اللعبة ” وإنهاء التاريخ ، الأرقام والإحصاءات المتراكمة بغرض الوصول إلى نهاية ما ، و أنا لا أريد نهاية لهذه المتعة ، يريد الكثيرون إلها واحد للعبة كرة القدم ، بينما كرة القدم التي أحبها لا تؤمن بالتوحيد ، وأريد في هذه الكتابة تذكر الأساطير التي أحبها من دون أن انسى أن هذه الأساطير بعضها كان منصورا والأخر كان مخذولا ، وبين النصرة والخذلان حدثا عارضا أو كرة في العارضة ، زميلا غبيا  أو محض حظا عاثر لا يمكن تفسيره إلا بأن الأيام دول لربما نتعظ .

سأكتب عن ما اعتبرهم أساطير لكؤوس العالم العشر التي شاهدتها  وفقا لما أعتبره منظورا موضوعيا لما يمكن تسميته ” الأداء الاستثنائى ” للاعب واحد خلال سبع مباريات ،  هذا الأداء الذى وصلوا به وبفريقهم وتحت قيادة حضورهم وتأثيره إلى نهائي كأس العالم ، ليظفروا به ويحملوه أو ينظروا أليه مرتجين بخيبة ، الأيام دول ، بعض الأساطير حملت كأس العالم في عام وفى عام أخر نظرت أليه في حسرة بينما  كانت تستلم ميدالياتها الفضية ، حدث هذا لدييجو ماردونا و ليونيل ميسى و زين الدين زيدان وكيليان أمبابيه ورنالدو نازاريو الظاهرة و لوثر ماتيوس ، بينما لم يعرف روبرتو باجيو و آريين روبن في تاريخهم سوى الخذلان .

دييجو مارادونا  1986

في كؤوس عالمي هو الأعظم ، لم يتكرر ، سبعة مباريات بسبعة ملاحم ، في زمن كان الضرب المبرح فيه مباحا ، الضرب الذى تعرض له مارادونا لم أرى له مثيلا من قبل أو من بعد ، أعتقد أن عقوبة البطاقة الحمراء جراء العرقلة من الخلف كانت لأجله ، مثلما  جاءت البطاقات كلها صفراء وحمراء من أجل بيليه وما حدث  له من عنف إجرامي متعمد في مونديال 1966 في إنجلترا .

لا تعليق .. فالكل يعرف ما حدث حينها هناك فى حرارة الأزتيكا

فعل مارادونا في مونديال 1986 كل شيء ، أحرز الهدف الأكثر أسطورية حتى الان في تاريخ البطولة أمام إنجلترا وفى نفس المباراة أحرز أكثر الأهداف خسة وغير رياضية في تاريخها أيضا وفى قبل النهائي تلاعب ببلجيكا مرتين  في هدفين استثنائيين كأمر اعتبرناه عاديا ونحن في نشوة ما فعله في مباراة إنجلترا السابقة ، لدرجة أن البعض يقول ان مارادونا لم بقدم نهائي عظيم أمام المانيا لمجرد أنه أكتفى فقط بصناعة اسطورية لهدف الفوز بالبطولة في أخر خمس دقائق . قدم مارادونا مباراة رهيبة العظمة أمام إيطاليا في الدور التمهيدي أحرز خلاله هدف استثنائي ننساه في خضم تتابع أهدافه ، وفى مباراة بلغاريا صال وجال وصنع ، وفى مباراة كوريا الجنوبية تلقى ضرب يكفيه فقط لعدة أيام لأنه تلقى بعدها في مباراة أورجواي في دور ال16 ضربا يكفيه لألف عام لا أعرف حتى الان كيف نجت قدماه منه . لا شيء مثل دييجو مارادونا في كأس عالم المكسيك 1986 ، لا شيء حتى الان ، ولم يقترب منه الا ليونيل ميسى 2022 . 

ليونيل ميسى 2022

دييجو مارادونا أسطورة تأكدت في مونديال 1986 ، لكن ليونيل ميسى أسطورة تأكدت لدى من قبل أن يفوز بكأس العالم بخمسة عشر عاما ، تحديدا منذ الهدف ” المارادونى ” الذى أحرزه مع برشلونة في نادى جيتافى عام 2007 ، ومثلما لا يوجد شيء مثل مارادونا في كؤوس عالمي فلا يوجد أصلا مثل ميسي في عالمي الكروي ككل ، هذا ببرود و بدون مبالغة ، وبدون ارتباط عاطفي استثنائي به لأنه ببساطة ليس بطل طفولتي الكروية، بل أنى للحظات نفرت منه من فرط أسطوريته ، فأنا كما قلت سابقا أحب الأساطير ولكنني لا أتعبد فيها .

لن يمكننا الإلمام بميسى وإدراكه حاليا .. سيحتاج الأمر زمنا بعد إعتزاله

في قطر 2022 أعتبر الكثيرين وأنا منهم أن قدر من العدل يتطلب أن يحصل الأسطورة الحية على كأس العالم ، وضع بالغ الغرابة ، لو كان الأمر بيدي لأعطيته كأس العالم بدون منافسة ، لكن الأمور لا تسير هكذا وكرة القدم رياضة نحبها لأنها أقرب المنافسات الشغوفة عدلا في عالم لا يعرف العدل بالمرة ، لذا ترجينا العدل من العدل نفسه  فرفقت بنا الأقدار وأصاب رجائنا وفرحنا .

العدل أكتمل بأن قدم ليونيل ميسي ثاني أفضل أداء اسطوري في تاريخ البطولة ، الأمر هنا مختلف ، ميسي اليوم كهلا كرويا في نهاية مسيرته ، لكنني وجدته يدافع في منتصف ملعبه بينما فريقه يعج بخدم الدفاع ، لم يعطى العدل ميسي مقام مارادونا ذلك أنه هُزم أمام السعودية ، نعشق نحن العرب ميسي وسعدنا كثيرا أن لحظة تلاقينا معه كانت لحظة نصر لنا ، غني السعوديين ” ميسي وينه سعودي بكى عينه ” وغضب الأرجنتينيين وهم لا يعرفون أننا ربما نحب ميسي لدرجة تقترب من حبهم هم له .

 لم يتخلى ميسي عن ” مسيته ” لحظة واحدة على حد تعبير صديقي السيناريست المبدع محمد فريد ، هُزم أمام السعودية وخسر السباق المارادونى لكى يحرز بعدها هدفا مسيا في المكسيك ثم يراوغ مراوغات مسية أمام بولندا ليحرز هدفا مسيا أخر أمام استراليا ، وأمام استراليا بالذات حاول ميسى إحراز هدفا مارادونيا ولم يوفق ، تمنيتها له بشدة ، لكنه ميسى في النهاية ، لديه جديده هو الذى لا يتوقف ، جديد قدمه في مباراة هولندا بصناعة غريبة مخيفة غير مفهومة بصريا كى يحرز مولينا الظهير الأيمن ، بعدها انطلق ميسى وأنطلق أمام كرواتيا وفرنسا ، صرع جفارديول الكرواتى أفضل مدافعي البطولة  ، صرعه صرعة الها من ألهة الأولمب لفارس إغريقي هُمام ، وفى النهائي كافأه العدل وتألُق الحارس المخبول مارتينيز مثلما كافأ العدل أمبابيه بتعليمه إياه أن الأيام دول .

رونالدو نازاريو ” الظاهرة ”  1998 -2002

لماذا رونالدو نازاريو ” ظاهرة ”  ، سأخبرك ، رونالدو ظاهرة لأنه المنصور والمخذول معا ، في 1998 فعل كل شيء يليق بالظواهر كمهاجم هداف لا يرحم ، الحريف المراوغ السريع القوى القاسي المصوب الذى يجيد التمرير ، يا للهول ، أجهز على المغرب وتشيلي والدنمارك وهولندا ، خمسة اهداف كلها العنفوان ، انتظرته البرازيل في النهائي كي يجهز على فرنسا المضيفة ولكنه لم يجيء إلا كمأساة متألمة ، شخصيا لم أعلم ولم أريد أن أبحث لأعلم ماذا حدث له ، رونالدو يكبرني بعدة أشهر فقط ، هو أبن جيلي أنا ، تجنبت معرفة ما حدث له بالضبط  قبل المباراة النهائية ، هل هي نوبة صرع كما قيل أم مرض غريب أم حادث عاطفي مؤسف ، الحقيقة أن لا أريد أن أعرف حتى الان .

ولكن الذى أعرفه جيدا أن رونالدو ” ولأنه ظاهرة ” فاز بكأس العالم التالي في كوريا واليابان عام 2002 ، في هذه المرة كان كرارا جرارا لا يرحم ، كسر حاجز هداف كاس عالم ذي الستة أهداف لأول مرة منذ مونديال الأرجنتين 1978 ، أحرز ثمانية أهداف منهم اثنان في النهائي أمام المانيا ، لم يحرز فقط أمام إنجلترا في دور الثمانية ، كان رونالدو 2002 يشبه فريقه البرازيلي الذى فاز بالبطولة منذ بدايتها حتى نهايتها بلا توقف أو منافس ولو من بعيد ، حتى أنه في ذاكرة البعض يعتبر مونديال مملا من فرط ” حططان ” البرازيل عليه وفساد كوريا الجنوبية .

الألم والهشاشة والسيطرة وكل شيئ فى الظاهرة 

أحرز رونالدو في مونديال 2002 أهدافا لا أتذكر معظمها ، اهداف المهاجم 9 السفاح ، كان رونالدو سفاحا بركبة قابلة للانفجار في أي لحظة ، لا نعرف متى ستنفجر وأمام من وفى أي ارتطام ، كان ظاهرة  لأنه كان هشا بقدر جبروته ، يستحق في ظن ذاكرتي مركزا ثالثا بعد مارادونا وميسي .

روبرتو باجيو 1994

عفوا أنا من مصر ، المصري المعاصر الذى يمجد القوة والمنتصر فقط ليس إلا عبدا مهزوما تحت تأثير هلوسات قدرات متخيلة لن تأتيه أبدا ،  المصري المعاصر الذى لا يشعر بالمخذولين هو إنسان عديم الدم والإحساس بالتعريف .

 أرفع راسك فوق .. أنت باجيو

روبرتو باجيو هو أوسكار الخذلان الملحمي ،  في مونديال أمريكا 1994 ينقذ فيه باجيو إيطاليا ثلاثة مرات على التوالي ، في دور ال 16 عشر أمام نيجيريا وفريقه بعشرة لاعبين ويعود  هو بهم من هزيمة  ليحرز هدفين  بأقدامه هو ، وفى دور الثمانية أمام اسبانيا العنيدة ليحرز في الدقائق الأخيرة هدفا من انفراد ومراوغة استثنائية للحارس وفى قبل النهائي حين أجهز إجهازا على بلغاريا مفاجئة البطولة .

وصلت إيطاليا إلى ضربات الجزاء أمام البرازيل في النهائي ، كان أداء البرازيل أفضل قليلا خلال المباراة ، أنا وكثيرين كنا نتمنى لحظتها فوز البرازيل بكأس العالم تعويضا عن سنوات الحرمان التي بدأت منذ مونديال 1982 وقت خسارة  الفريق البرازيلي صاحب ” أجمل أداء حر و متحرر ” في تاريخ كرة القدم ، تحققت أمنيتي ولكن على جثة باجيو ، أطاح بأخر ضربة جزاء لإيطاليا في المدرجات بل ربما ارتطمت الكرة في ساعة الاستاد كما قلنا شامتين وقتها ، يا لهول هذا الخذلان ويالتفاهة الملحمة في نفس الوقت ، كرة  منفوخة من الجلد كما قال وجدى غنيم مثبته على نقطة بيضاء من الجير ، ربما لم يكن الجير طريا بما يكفى ، لأ أعلم بالضبط كيف أطاح باجيو بالكرة لترتطم في ساعة الإستاد ، لكنه علمني لحظتها إنها تحدث ، وإن كل الأشياء يمكنها أن تحدث ، شكرا للدرس المؤلم المبكر .

زين الدين زيدان .. 2006

هزم الأحزاب .. زيدان أمام أكابر البرازيل وأعاظمهم فى يوم استثنائى  ..

في نهائي مونديال 1998 سرق هذا الماكر ذو النفسية الإجرامية لقطة البطولة ، نطح برأسه الأصلع الكرة مرتين من ضربتين ركنيتين في مرمى البرازيل في الشوط الأول ، جرى ورفع القميص وتحته إعلان لشركة أديداس ، ربح الكثير فيما يبدو من هذا التصرف المدروس ، استطاع زين الدين زيدان سرقة اللقطة الفرنسية على أرضها عام 1998 ، لم يقدم زيدان مونديال باهر بالمرة ، بل أرتكب في مباراة السعودية في الدور التمهيدي واحدة من أحقر التصرفات العنيفة ضد أحد لاعبي السعودية استحق عليها الإيقاف لمباراتين ليعود بعدها بحضور متوسط بدءا من دور الثمانية وبأداء غير استثنائي توجه بسرقة اللقطة ببراعة اللص المارسيلى أبن شمال أفريقيا.

كان هذا هو زين الدين الشاب النصف أصلع ، لكن في 2006 كان زين الدين شيخا أصلع بالكامل برأس ضخمة ، يقود فريقا مهتزة ثقته بنفسه ، ليس معه اسما بارزا وقتها سوى تيرى هنرى العظيم ، لكن البعض ينسى أن فرانك ريبرى وفلوران مالودا واريك ابيدال قد ولدا في حجر زين الدين في هذا البطولة تحديدا ولم يكن باتريك فييرا برونق لافت في هذه السنة .

في 2006 أرتدى زين الدين زيدان درع المجاهدين الأمازيغ  ، المسطولين بالحشيش أو السكرانين بالخمر لانعرف بالضبط ، فرنسا قدمت دورا تمهيديا باهتا لم ينقذها فيها سوى براعة تيرى هنرى امام توجو المسكينة ، لكن بدءا من دور ال16 تكفل زيدان بالباقي ، ذبح الإسبان ذبحا بهدف ثالث قاتل مذل وقبله تمريرة حاسمة ، ليقابل بعدهم البرازيليين المكتملين برونالدو الظاهرة ورونالدينيو الفاكهة  و كاكا الأفضل وقتها وروبرتو كارلوس بذات نفسه ومعهم أدريانو و روبينيو و كافو وجونينيو ، يا أله السموات ، هزمهم وحده وأذلهم إذلالا  وربما  قدم الأداء الفردي الأعظم والأكثر معلمة في مباراة واحدة في تاريخ كؤوس العالم ، كان أداء زيدان أمام البرازيل لا يصدق ولا يُنسى ، مستوى من المهارة يٌعجزك عن فهمها ، هو نفسه كان قادرا على إرباك نفسه .

لكن لم يكتفى زين الدين بذلك ، ذهب بعيدا وفاز على البرتغال في قبل النهائي  ، والأهم إنه ذهب إلى النهائي مصرا على الهزيمة ، يسدد ضربة جزاء بانينكا في بوفون الذى ليس كمثله حارس ، حاول زيدان اهدارها  بمنتهى الرعونة لكنه لم يوفق في الفشل ، قدم أحلى ما في كرة القدم بغرض الهزيمة  ، ولما خذلته قدراته وقدماه ومنعوه من الفشل استعمل رأسه ونطح ماتيرازى ، طرد نفسه بنفسه ، وخرج في أخر المباراة وكأس العالم على المنصة بجواره في صورة أسطورية أيضا ، لكنه لم ينظر أليه ، لم يكترث أو يحزن وكأنه لم يكن وكأن لا معنى لهذه الرحلة من البداية  ، ربما يحمل هذا الرجل في داخله شيئا نعرفه فينا لكن لا نستطيع الإفصاح عنه كاملا .

أريين روبن و روماريو و لوثر ماتيوس و ولوكا مودريتش وديفيد فيا وكيليان إمبابيه !!

بل أين بيليه وبيكينباور و كرويف وبوشكاش وسقراطس وزيكو و روسى وبلاتينى..   أين كل هؤلاء إذن ؟  … هم موجودين بالتأكيد ، لكن كؤوس عالمي  حتى الأن عشرة وقبلها ربما كان ما هو أجمل ولا أعلم القادم ، الملاحم هي قصص كثيرة لشخصيات مختلفة ، شديدة الاختلاف ، تتشارك الزمن ، يربطها نسب أو صراع أو رجاء ، أجمل الملاحم هي المكتظة بالشخصيات ، التي تجيء بعضها وتذهب سريعا ، وبعضها يستمر ليشاهد ذهاب ومجيء الأخرين ويشهد عليه  وفيما يبدو أن ملحمة كؤوس العوالم مستمرة ولذلك فان ملحمة كؤوس العالم عندي أكبر من الإلياذة والأوديسا ومن سرد هوميروس .

 

كرة القدم ملحمة مستمرة لن تتوقف ولن نتوقف

اشترك فى القائمة البريدية

أقرأ سياسة الخصوصية الخاصة بنا لمزيدا من المعلومات

كرة القدم ملحمة ممتدة ، مسرح روماني معاصر كؤوس العالم فيه هي تاج الملاحم التي تتجسد فيها تصاعد ذرواتها الدرامية ، صراع المتعة والفخر بالأمم في محفل جامع معناه أكبر من جمع المال وجنيه ، استثناء بديع لرتابة  كروية دورية تظل رتيبة مهما ارتفع أدرينالين ايقاعها الأسبوعي والسنوي ، كأس العالم ببساطة حدث لا مثيل…

2 Comments

  1. تسلم ايدك وكلماتك البديعة يا نعيم تستحق كلام كتير والله ع الكلام الحلو اوي اللي انت كتبته ده في كلام كتير اوي في النص كده بيخلي الجسم يقشعر والعين ممكن تدمع…. ربنا يحميك ويحفظك ❤️

أترك تعليق